آيفون بشريحتين !
العنوان الذى قرأته خيالي؟ ... يمكنك ان تقول هذا وانت متاكد ولكن دعنا نطرح
الموضوع للنقاش ... لماذا لا تصنع شركة ابل تلفون بشريحتين والاحتمالات هي
- لا تمتلك هذه التكنولوجيا ( يا راااجل )
- لا تريد زيادة التكلفة ( هههه طب هات
100 جنيه اجيبلك تلفون بخطين )
- المستخدمين لا يحتاجون هذه الخاصية
الان ( كام واحد من اصحابك معاه تلفونين او تلفون وتابلت ؟ )
- سياسة مختلفة ...(ايوه هي دى) ...ما
هو نوع هذه السياسة ؟
السياسة التسويقية للشركات يمكن ان تنقسم الى نوعين competency
based or innovation based
التسويق المبني على الكفاءة والتسويق المبنى
على الاختراع او الابداع
شركة ابل ومثلها شركات كبيرة اخري تلجأ – بشكل اساسي - للنوع الأول وهو الكفاءة ! (يعنى ايه وليه ؟ )
يعنى ايه .... يعنى انها تضع إمكانيات مش
عاليه قوى في مقابل كفاءه تشغيل عاليه ... طب ليه ؟ ليه دى هي لب الموضوع .... الانسان كائن اعتيادى بطبعه .... تامل كل يوم
صباحا ستجد انك تلبس البنطلون فتبدأ بنفس الرجل كل يوم .... بتبدى تسرحى شعرك من نفس
الناحية كل مرة .... بتختاري نفس الوان اللبس
حتى لو غيرتى الموديل... تشعر بالحنين الي الماضي ( النوستالجيا) في كل ما يحيط بك
... هل معنى كدا اننا مش بنتطور ! لا بنتطور
لكن الاعتياد على هذا التطور بياخد وقت ومجهود حتى في خطوط الموضه التغيير في الشركات
الصغيرة اسرع منها في الشركات الكبيرة لان الشركات الكبيرة بحاجة الى ( مزيد من الاستقرار
) حتى تحقق مبيعات من المنتج وبالبلدى ( تلم فلوسه ) في حين ان الشركات الصغيرة لا
يعنيها هذا المبدأ بقدر ما يعنيها الانتشار والدخول الى عالم الكبار حتى لو بارباح
ضئيلة او معدومة !
مازلت غير مقتنع ...ناخد مثال تاني ؟
مع شركة ابل ايضا ولكن هذه المرة مع منافسها
القديم أي بي ام .... الشركتين ظهرتا في نفس التوقيت تقريبا ... ابل حافظت على
كيان مستقل وسعر نسبيا اعلي من أي بي ام
وبنظام تشغيل تستطيع ان تقول عليه معقد يشملها هي فقط في حين ان أي بي ام
قررت ان تدعم نظام تشغيل من ميكروسوفت وتسوق الي اجهزتها واجهزة شركات اخرى تسير على
نفس التوجه وهو ما اوجد قديما كلمه IBM compatible computer وفي أثناء هذه الرحلة حققت شركة اي بي ام ارباح
خياليه والاهم انتشار واسع في حين ظلت شركة ابل على نفس المنوال الصاعد تدريجيا
ولكن دون احتكار للسوق أو تعاون أو دمج حقيقي مع شركات اخرى حتى وصل الي سياسة
التطوير ولكن في اتجاه اجهزة اخرى كالاي بود ثم الاي فون والاي باد . في حين ان اي
بي ام استمرت على نفس المنوال حتى انتهي بها الحال لبيع خط انتاجها في الكمبيوترات
المحمولة الاشهر thinkpad الي شركة لينوفو التايوانية الحديثة النشأه
نسبيا .
اذن فتفوق اي
بي ام في المرحلة الاولي كان نتيجة للانتشار وسهولة التناول في حين ان صعود ابل
كان نتيجة الابتكار اولا ( خط انتاج الاي بود بعد ان كانت تنتج فقط الكمبيوترات )
ثم انتقلت من الابتكار الي الكفاءة . ومن هذه المثال تستطيع ان تكون فكرة ثانية
وهي ان الابتكار يستطيع ان يعطيك دفعه قوية للامام لكن لو استمر الابداع والابتكار
بوتيرة متسارعة دون الانتباه الي الكفاءة فسيودي ذلك الي سقوط المنتج والشركة معه
( الموبايلات الصيني كمثال ) في حين انه لو انتبهت الشركة لعنصر الكفاءة فقط دون
التطوير الدوري فسينتهي بها الحال كشركة اي بي ام أو كشركة نوكيا والتي بيعت
لمايكروسوفت موخرا بسعر لا يقارن بحجم ارباحها السابقة .
ولكي تتسع ليك
الرؤية اكثر فان هذه القاعدة لا تنطبق فقط على التسويق وانما تنطبق علي كل جوانب
حياتك . انظر معي الي الفرق ما بين الزوجة والام ( ليس على المستوي الانساني
بالطبع ) تجد ان والدتك لديها الكفاءة في انجاز المهام وفي صنع طبقك المفضل وهي
علي دراية كاملة باحتياجاتك في حين ان زوجتك لا تستطيع ان تجاريها في هذه الكفاءة
نظرا لعنصر الخبرة فتعوض ذلك – لا اراديا – بالتطوير عن طريق اكلات جديدة (علي
طريقة يسرى والشربيني ) أو تغيير في نمط
ملابسك أو جدول مواعيدك . لو استمر الحال علي ذلك النحو ستشعر انك غير مستقر ولو
ركنت زوجتك الي نفس نمط والدتك فستشعر بالملل. حتي في التزامك الديني وتوجهك الي
فعل الخير في بادئ الامر تكون في في جانب الابداع والابتكار – اذ لم تعهد ان تصلي
بانتظار أو ان تزور دار ايتام – ثم ان ركنت الي هذه الاشياء فقط فبعض فترة تشعر
بالفتور وبانها تحولت من روحانيات الي التزامات وروتين يومي أو اسبوعي واذا انطلقت
من عمل خير الي اخر بسرعة ستفقد عنصر الاتقان وتستشعر عدم الجدية .
اذن متي ابتكر
ومتي اتقن وهل يمكن ان يسير الاثنين علي نفس النسق ؟
اذا سالت
مسئولي التسويق في اي شركة سيفيدك بان شركته تبتكر وتطور وتتقن معانا في آن واحد بنسب متفاوته فهذه عمليات متداخلة وليست دوائر
معزولة أو متتابعة الا ان هذا يصعب تحقيقه في منتج نهائي واحد فما تبتكره في كل
جزئية من منتجك ( تطوير في نوع بطارية
الهاتف وشاشته وشكله الخارجي ونوع نظام التشغيل والوانه المتاحة ) لو اضفتها جميعا مرة واحده لظهر لك منتج مختلف
كليا عن الموجود وما يستتبعه ذلك من تغيير في خطوط الانتاج و المواد الاولية و
انظمة التشغيل و تدريب للموزعين و مسئولي المبيعات وبالتالي فان التكلفة الفعلية
للمنتج ستزيد عدة اضعاف. اما الاتقان فيمكنك تخيل ما قد يحدث اذا توقفت عن اضافة
الجديد في هذا العالم المتسارع
هذا علي مستوي
المؤسسات والشركات العملاقة فماذا يكون الحال علي المستوي الشخصي والانساني ؟ كيف
يمكن للزوجة ان تجمع ما بين ابتكارات الشيف شربيني و بين طشه الملوخية المسجلة
باسم حماتها وما هو النسق الذى يحتاجه شاب يحب ان يجدد علاقته مع الله حتي لا
يصيبه الفتور والملل أو عدم الجدية ؟
شركة ابل بدات بجهاز جديد كليا اي بود ثم طورته
قليلا ليصبح اي فون ثم ضخمت حجمه فاصبح اي باد ولكن طوال هذه السنوات فان شكل المنتج
لا يختلف اختلافا كبيرا وعدد الموديلات وحتي الالوان بالمقارنة بالشركات الاخري ضئيل
جدا الا انه في المقابل تقوم الشركة بتحديث نظام التشغيل لديها لمعظم اجهزتها كما
تباع عده موديلات قديمة بجانب الجديد دون مشكلة تذكر مما يساعد الشركة علي الحصول
علي سعر اعادة بيع مرتفع نسبيا ولا ينقص من ثمن الجهاز كثيرا مما يشعر المستخدم
بنوع من الامن والاهم انه يشعر بالاخلاص تجاه الشركة .فهو يستشعر من عمليات
التحديث وخدمة العملاء ان الشركة لا يهمها ان يشتري جهازها الجديد بقدر ما يهمها
ان يظل عميلا لديها وعليه فانه يرتبط بهذه الشركة – ما لم تخفق الشركة في تلبيه
احتياجاته للتطوير والتحديث ولو بقدر بسيط ما بين حين واخر – وعليه فان عملية
التطور مهمة جدا لكسر دائرة الملل الا انها تحتاج ان تقنن بما لا يتعارض مع هذا
العالم المتسارع وفي نفس الوقت دون ان يخل بالنظام الداخلي لمستقبل الخدمة التي
تعمل عليها اما الاتقان فهو عملية مجهدة فاتقانك
للمنتج النهائي سيحتاج الي مزيد من التعمق في التفاصيل الدقيقة للمنتج وعمليات
مراجعة مستمرة قبل تسليمه للعميل حتي تتاكد من خلوه من الهفوات البسيطة الا ان هذا
كله يضاف الي تكلفة انتاجه ويحتاج الي عنصر الوقت فستحتاج الي وقت اطول حتي تصل
الي درجة الاتقان المطلوبة وعندها ستبدا الدائرة من جديد فتطور جزء من المنتج حتي تواكب الاخرين ثم تبدأ في اتقانه وهكذا فمتي
توقفت عند نقطة داخل هذه الدائرة فستلتهمك الدائرة بالكامل .وهنا تظهر مشكلة جديدة
وهي مشكلة ان عملية الاتقان مثلها مثل التطوير لا تنتهي فمتي تتوقف عن الاتقان
وتتجه الي التطوير ؟ هذه النقطة تقاس بارقام التسويق لدي الشركات ومستوي رضي
العميل عن الخدمة المقدمة.وهي نقط متغيره من منتج لاخر ومن سوق لاخر وايضا تستلزم
عنصر الوقت لتتقن استخدام هذه الاستراتيجية.
هل عرفت لماذا
لن تجد – حتى الان – ايفون بشريحتين ؟ هل عرفتي الان لما اصاب زوجك الملل وعاد
يلعب البلاي ستيشن بدلا من الحديث معك ( البلاي ستيشن تحدث العابها وموديلات
الاجهزة كل فترة حتي لو كانت نفس اللعبة ونفس الفرق ونفس البلدان وصاحب القهوة أو الكافية
يغير القناة ونوعية الاغاني ما بين حين واخر ولا يكتفي كل مرة بالحديث عن نفس
الجارة أو عن زميلة العمل نفسها بنفس نوع المشاكل ) واخيرا هل عرفت لما اصابك
الفتور في علاقتك مع الله. سبحانه وتعالي
وفر لك في ايام دهركم نفحات الا فتعرضوا لها . نفحات أو عبادات ما بين حين واخر
.تجمع ما بين التطوير فانت لا تقوم بادائها طوال العام وما بين النوستالجيا فانها
تحمل معها عدة ذكريات جميلة واوقات طيبة ومع كونها ليس جديدة كليا عليك الا ان
جعلها موقوته يضفي عليها شعور التطوير كما يفتح لك باب الابتكار الشخصي في فضائل
الاعمال والبر فتختار لنفسك ما يوافق مع شخصيتك وامكانياتك من انفاق وقت أو مال أو
جهد كل حسب ما يراه اقرب الي نفسه الا انك في كثير من الاحيان لا تستشعر هذه
النفحات وتمر عليك اوقاتها مثلها مثل غيرها !! ربما لانك اغلقت باب التحديثات و الاشعارات من هذا
الاتجاه فلا تنظر في هذا الاتجاه حاليا ورايت يوما ما ان ما لديك يكفي ويفي بالغرض أو ربما
لشعورك ان الجديد له بريق فقط ثم ينطفئ ويضيع . وربما يكون السبب انك لم تعد
استراتيجية لتسويق منتجك خلال فترة الاوكازيون فلم تضع خطة للتطوير ولا ميقات للاتقان فألتهمتك
دائرة السوق الكبير . اقول لك ربما وربما وربما ولكن الاجابة الاكثر اتقانا تحتاج ان تحددها بنفسك فانت اكثر الناس دراية
بمنتجك و امكانياتك ونقاط القوة والضعف فيه والفرص المتاحة في سوقك المحلي والعالمي
... ربما ايضا تحتاج الي قراءة ثانية لهذا المقال مع عمل الاسقاط المناسب لكل نقطة
علي منتجك الشخصي حتي تري هل يمكن ان تكون
ستيف جوبز جديد لشركتك J !!!

تعليقات
إرسال تعليق