التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عن الغربة 2

رسائل البعد ( الرسالة 1001 ) 

وماذا عسانى ان اكتب لك هذه المرة وانا ابعد عنكِ كل هذه المسافة الشاسعة التى تفصل ناظرى عن محياك الا ان مخيلتى وتيارات فكرى لا تدور الا فى دومات صورتك وفلك صوتك العذب وسكر بسمتك الرقراقه . لا يسعنى الان الا ان اكتب لك عن الطريق الذى سلكته الى البعد حيث المنفى والعزلة والحنين اليك . فهذا الطريق الحديدى الممتدد من سوهاج الى القاهرة مارا باسيوط كان احد مباهج الحياة بالنسبة لى .الطفل الصغير الذى لا يرى شباك القطار وهو جالس على مقعده فيقف على الكرسى حتى من قبل ان يتحرك القطار من محطة سوهاج وتتألق عيناه الصغيرة مع تزايد سرعة القطار المجرى شاطرا الزراعات الخضراء موازيا للترع وفى الخلفيه يقف الجبل بعيدا ليضع حدا للمشهد .التفت الى الشباك بالجهه المقابلة لاتأكد من ان النافذة هناك لا تبث صورا مغايرة لنافذتى ثم اعود للوضع الاول " شوفى يا ماما البط بيعوم " عشرون عاما مضت يا حبيبتى ومازالت اراقب البط ينزل الى الترع لكن دهشة قلبى وفرحته لرؤيته انطمست حتى مملت البحث عن البط فى الترع وصرت انتظر الدهشة على وجوه احد الاطفال بالقطار وانفى تتحسس هواء القطار المكيف الذى لا تصله الشمس وتخالطه رائح دخان السجائر بالممر الخارجى الذى افترشه بعض المسافرين بدون حجز . اتنفس معه رائحة "الحمص السخن" و" شاى بربع جنيه " الذى صار " شاى بجنيه حلو " ومجموعة متنوعة من الادوات والخردوات والكتيبات الصغيرة والتى تبهرك ببخس سعرها الى ان تشتريها فتكتشف انك لم تكن تحتاجها . تأرجحات القطار التى حكت لى جدتى عنها عندما علمت بسفرى بالقطار فى المرة الاولى " القطر وهو رايح مصر يبقى كأنه بيقول .... كحك بسكر كحك بسكر كحك بسكر ... وهو راجع البلد يبقى بيقول ... مر بعلقم مر بعلقم مر بعلقم " الا اننى الان حبيبتى لم اعد اسمع هذه الاصوات التى كنت اسلى نفسى بها صغيرا فقد انعكست الايه منذ نثرت تبرك على طاولة حياتى وصار كل بعد عنك" مر بعلقم ". " ووحياتك حيبقى كل قرب كمان مر بعلقم كمان شوبه ...هيه كلنا كنا زيك كدا يا استاذى واحنا فى المرحلة دى " يعلق الجالس بالمقعد المجاور لى بالقطار والذى استباحت عيناه شاشه لاب توبى دونما سابق معرفه او اذن . " بس والله كلامك حلو يا استاذى معلش اعذرنى ... ادينا بنتسلى " .الشمس قاربت المغيب والنافذه مازلت تعرض صورا متكرره للمساحات الخضراء تفصلها فقرات اعلانيه من كتل خرسانيه مجهولة الهوية والنسب حتى تزيد الفقرات الاعلانية عن مده الفيلم نفسه فتلتحم لتلفظ لك محطة احد المحافظات وبعدها يبدأ العرض من جديد لا يشذ العرض عن هذا الا قبل أن نصل الى محطة رمسيس حين يعبر القطار النيل فوق كوبرى امبابة فى مشهد كان مهيبا بالنسبة لى فى يوم ما . كان المشهد الذى يفصل الصعيد بزرعه وترعه وبطه عن " مصر" بعماراتها عاليه البنيان والتى لا يضاهيها فى وقتها فى " البلد" اى عمارة . ذلك المشهد الذى يشكل لى صغيرا بوابات القاهرة وبدايتها الحيقية والقطار يتمايل على كوبرى امبابة عابرا وانوار الفنادق الشاهقة والمراكب العائمة تستلقى فى فتور على صفحة النيل الرقراقة وقلبى الصغير يدق سريعا " مصر يا ماما " . كم حاولت ان ارى هذا المشهد بعد ذلك من داخل القاهرة او حتى من فوق كوبرى امبابة سائرا على الاقدام الا انه لم يكن له نفس الملمس ابدا الذى لا يفيقنى منه الا هواء محطة رمسيس المحمل برطوبة القاهرة التى لم تألفها انفى ابدا حتى الآن . " انا نقلت عنوانك ع الفيس بوك وحبقى اتابعك اوعى تعملى اجنور ها " صافحنى بحرارة قبل ان تتلقفه محطة رمسيس وانا من بعده لنغيب فى زحامها وزحام المترو من بعده .......

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن الامتياظ :)

الامتياز كتجربة شخصية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كان نفسى من فترة طويلة انى اكتب انطباعاتى عن فترة الامتياز والحاجات اللى عملتها فيها وكانت كويسه والحاجات اللى كان نفسى اعملها وكسلت للاسف ومن الحاجات اللى كان نفسى اعملها وكسلت هى انى اكتب المقال دا لكن شجعنى النقاش ( اللى كان بيقلب بخناق ف كتير من الاوقات ) اللى صنعه قرار قضاء الامتياز 6 شهور فى اسيوط والى تم تعديله من سيادة العميد مؤخرا وكمان انى شفت زملاء كاتبين انطباعتهم عن نفس الفترة قلت اقول اللى عندى وعشانا عليك يا رب - حقسم الكلام لنقط صغيرة عشان محدش يمل واللى عايز نقطة يقراها ويقفل من غير ما يتوه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الامتياز : ترتيب الاقسام حسب ما ترغبه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لو عايز فترة امتياز مفيدة يبقى لازم تنسق حتبتدى ايه قبل ايه واحتشتغل انهى تخصص ف انهى شهر حتى لو بتخطط انك ما تشتغلش حاجة ف الامتياز يبقى لازم برضه تخطط لكدا وحديك مثال : انا كنت عايز اشتغل واتعلم قوى وما كنتش عايز اطلع بره الجامعة وعشان كدا سالت لقيت ان اول...

عن " الغربة "

·          اخر بنت حلوة بتعرف عربى وبتساعد   وتعجب بالشباب المكافح اللى زيك فى الغربة كانت اللى طلعت مع هانى رمزى فى ابو العربى ·          السفارة المصرية فى البلد اللى رايحها عامله زى حفلة طهور ابن الجيران مش لازم تعجبك لكن لازم تروح وتجامل وف الاغلب مش حيردولك المجاملة دى – لانك   عشان تيجى هنا اكيد انته مطهر من زمان – ·          لا اعرف – هى الاجابة الاكثر احتراما وتقبلنا عن كثير من قبيل " انا قلت عيب اقولك معرفش " ·          محاولاتك المستميتة لتظهر انك مش اجنبى " وابن بلد ومدقدق " لا تزيد السبخ الا روثا .... تعامل من منطلق انك اجنبى وبتحب المكان احسن ·          مجارة الناس فى العادات الغير متفقة معك مش حيخليك الشاب الاسبور " تشرب خمرة – تبوس السكيرتيرة الصبح " بقدر ما حيجعلك محترم اكتر لو ابتسمت ابتسامة حلوة – من اللى من شحمه الودن اليمين لغايه شحمة ا...

آيفون بشريحتين !

آيفون بشريحتين !   العنوان الذى قرأته خيالي؟   ... يمكنك ان تقول هذا وانت متاكد ولكن دعنا نطرح الموضوع للنقاش ... لماذا لا تصنع شركة ابل تلفون بشريحتين والاحتمالات هي - لا تمتلك هذه التكنولوجيا ( يا راااجل ) - لا تريد زيادة التكلفة ( هههه طب هات 100 جنيه اجيبلك تلفون بخطين ) - المستخدمين لا يحتاجون هذه الخاصية الان ( كام واحد من اصحابك معاه تلفونين او تلفون وتابلت ؟ )   - سياسة مختلفة ...(ايوه هي دى) ...ما هو نوع هذه   السياسة ؟ السياسة التسويقية للشركات يمكن ان   تنقسم الى نوعين competency based or innovation based التسويق المبني على الكفاءة والتسويق المبنى على الاختراع او الابداع شركة ابل ومثلها شركات كبيرة   اخري تلجأ – بشكل اساسي -   للنوع الأول وهو الكفاءة ! (يعنى ايه وليه ؟ ) يعنى ايه .... يعنى انها تضع إمكانيات مش عاليه قوى في مقابل كفاءه تشغيل عاليه ... طب ليه ؟   ليه دى هي لب الموضوع   .... الانسان كائن اعتيادى بطبعه .... تامل كل يوم صباحا ستجد انك تلبس البنطلون فتبدأ بنفس الرجل كل يوم .... بتبدى ت...