التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عن الغربة 3

الرسالة الثانية بعد الالف - رائحة الكبدة
 
ابتلعتنى ممرات المترو وزحامه الى ان لفظتنى من "غمره" حيث المعزل و"ماكندو" الخاصه بى . تعلمين حبيبتى حين وضع ماركيز مدينة الموز الاسطورية مكانا لاحداث قصته" مائة عام من العزلة " واسماها ماكندو فقد اعطى هذا الاسم الحياة وجعلها ملجأ لكل معتزل ليصنع - حسب هواه - ماكندو خاصه به وقد صنعتها فى شقتى ب غمره حيث اجلس وحيدا فى شقة مستطيلة الشكل تبدا بغرفة وتنتهى بغرفة وفيما بينها مطبخ وحمام يصلهم ما يشبه الطرقة التى ينفتح عليها " باب الشارع " . هنا حبيبتى لا يوجد تلفزيون ولا كمبيوتر ولا اى من وسائل الاتصال بالعالم الخارجى وقبل هطول مطر الموبايل على بلادنا كان هذا المكان بحق " ماكندو " اسطورية الملاذ والمعزل
 
تتباطء قدماى على اعتاب الشارع المتفرع من شارع رمسيس حيث تنتقل من شارع كبير وحركة سيارات سريعة واتوبيسات تتمهل لا تتوقف فى المحطات الى شارع صغير لم يصبه الدور من عشرين عاما فى ان يرصف ولم تنضب منذ نفس التاريخ ماسورة المجارى دائمه النبع الموجود بوسط الشارع .البيوت على الصفين لا تعلوا عن خمسه ادوار و كنتى تستطيعين- الى وقت قريب -  ان ترى على البعد قصر السكاكينى الى ان وقعت بعض البيت القديمه وقامت مكانها ابراج تبرز للناظر كما الشمع على تورتة عيد الميلاد
غمره هى تصغير للقاهرة تحديدا ولمصر كلها تجميعا ففيها تجدين البيوت والقصور القديمة مثل السكاكينى والتى تشعرك بما اهمية الفن والمعمار عند من بنو هذه البنايات ومدى قيمة "لقمة العيش" عند المحدثين من ذرياتهم من من زرعوا المنطقة المحيطة بهذه الاماكن بعربات الكبدة ليلا وعربات الفول صباحا . تستطيعين ان ترى العمارات الجديدة التى قامت مكان  ما هرم من القديم وهى تتخطى كل حدود المسموح حيث تستطيعين دون ان تدرسى فى كلية الهندسة أن تعلمى ان عدد الادوار مخالف لكل ما هو معقول ناهيك عن كل ما هو قانونى بالنسبة لعرض الشارع وحجم العمارة .
غمرة التى تحتضن شارع رمسيس " الملكة نازلى سابقا" من جهه وميدان الجيش من جهه اخرى وتسلمك الى ميدان العباسية بعد مخاض صعب على كوبرى اكتوبر او حتى على الطريق العادى هى نفسها التى تمتلك هذا الكم الهائل من الازقة والعطفات التى تحتاجين الى السير فيها بالجنب حتى تستطيعى العبور منفرده
لكن ما احبه حقا فى هذا المكان هو عزلته عن باقى العالم حتى وهو يحتوى على كل هذا الكم من الضجيج الذى يستبيح اذنيك طول اليوم على مدار الساعة فانشغال الناس بالحركة من والى غمره واريحيه عربات الفول والكبده تفرض على كل مواطن ان " يخليه فى حاله" حتى يستطيع ان ينهى ما لم يبدأ بعد من اى شئ من اعمال الدنيا التى لا تنتهى ولا ترحم
بقى الحديث عن الاحبة .... لكن العزلة تفرض الف صمت والتفكير يابى ان ينزف افكارا على الورق دون ان تذهب المعدة الى" زيزو نتانه " على مدخل الحسينية لاتهام الكبده الحارة حتى تأتى الفكرة وليدة التجربة محملة بشطة " ميه السلطة" . والرحلة الى زيزو رحلة ذات شجون لكن هذه رسالة اخرى فاغلقى اصفاد القلب حتى ..... لا تطير رائحة الكبدة

تعليقات

  1. لكن ما احبه حقا فى هذا المكان هو عزلته عن باقى العالم حتى وهو يحتوى على كل هذا الكم من الضجيج الذى يستبيح اذنيك طول اليوم


    ""في أمتاكن كده فعلا محدش هيعرف يوصفها غيرك..روعة وفي انتظار المزيد

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا محمود .... ويا ريت لو تكلمنى الاستاذ قرداحى ...حتى نحط اعلانين فى المدونة :))))

      شاكر لك ردك وبحاول اكتب من جديد :))

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن الامتياظ :)

الامتياز كتجربة شخصية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كان نفسى من فترة طويلة انى اكتب انطباعاتى عن فترة الامتياز والحاجات اللى عملتها فيها وكانت كويسه والحاجات اللى كان نفسى اعملها وكسلت للاسف ومن الحاجات اللى كان نفسى اعملها وكسلت هى انى اكتب المقال دا لكن شجعنى النقاش ( اللى كان بيقلب بخناق ف كتير من الاوقات ) اللى صنعه قرار قضاء الامتياز 6 شهور فى اسيوط والى تم تعديله من سيادة العميد مؤخرا وكمان انى شفت زملاء كاتبين انطباعتهم عن نفس الفترة قلت اقول اللى عندى وعشانا عليك يا رب - حقسم الكلام لنقط صغيرة عشان محدش يمل واللى عايز نقطة يقراها ويقفل من غير ما يتوه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الامتياز : ترتيب الاقسام حسب ما ترغبه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لو عايز فترة امتياز مفيدة يبقى لازم تنسق حتبتدى ايه قبل ايه واحتشتغل انهى تخصص ف انهى شهر حتى لو بتخطط انك ما تشتغلش حاجة ف الامتياز يبقى لازم برضه تخطط لكدا وحديك مثال : انا كنت عايز اشتغل واتعلم قوى وما كنتش عايز اطلع بره الجامعة وعشان كدا سالت لقيت ان اول...

عن " الغربة "

·          اخر بنت حلوة بتعرف عربى وبتساعد   وتعجب بالشباب المكافح اللى زيك فى الغربة كانت اللى طلعت مع هانى رمزى فى ابو العربى ·          السفارة المصرية فى البلد اللى رايحها عامله زى حفلة طهور ابن الجيران مش لازم تعجبك لكن لازم تروح وتجامل وف الاغلب مش حيردولك المجاملة دى – لانك   عشان تيجى هنا اكيد انته مطهر من زمان – ·          لا اعرف – هى الاجابة الاكثر احتراما وتقبلنا عن كثير من قبيل " انا قلت عيب اقولك معرفش " ·          محاولاتك المستميتة لتظهر انك مش اجنبى " وابن بلد ومدقدق " لا تزيد السبخ الا روثا .... تعامل من منطلق انك اجنبى وبتحب المكان احسن ·          مجارة الناس فى العادات الغير متفقة معك مش حيخليك الشاب الاسبور " تشرب خمرة – تبوس السكيرتيرة الصبح " بقدر ما حيجعلك محترم اكتر لو ابتسمت ابتسامة حلوة – من اللى من شحمه الودن اليمين لغايه شحمة ا...

آيفون بشريحتين !

آيفون بشريحتين !   العنوان الذى قرأته خيالي؟   ... يمكنك ان تقول هذا وانت متاكد ولكن دعنا نطرح الموضوع للنقاش ... لماذا لا تصنع شركة ابل تلفون بشريحتين والاحتمالات هي - لا تمتلك هذه التكنولوجيا ( يا راااجل ) - لا تريد زيادة التكلفة ( هههه طب هات 100 جنيه اجيبلك تلفون بخطين ) - المستخدمين لا يحتاجون هذه الخاصية الان ( كام واحد من اصحابك معاه تلفونين او تلفون وتابلت ؟ )   - سياسة مختلفة ...(ايوه هي دى) ...ما هو نوع هذه   السياسة ؟ السياسة التسويقية للشركات يمكن ان   تنقسم الى نوعين competency based or innovation based التسويق المبني على الكفاءة والتسويق المبنى على الاختراع او الابداع شركة ابل ومثلها شركات كبيرة   اخري تلجأ – بشكل اساسي -   للنوع الأول وهو الكفاءة ! (يعنى ايه وليه ؟ ) يعنى ايه .... يعنى انها تضع إمكانيات مش عاليه قوى في مقابل كفاءه تشغيل عاليه ... طب ليه ؟   ليه دى هي لب الموضوع   .... الانسان كائن اعتيادى بطبعه .... تامل كل يوم صباحا ستجد انك تلبس البنطلون فتبدأ بنفس الرجل كل يوم .... بتبدى ت...